أسماء الانبياء و المرسلين ومعانيها.......
إبراهيم 1
خليل الله أبو الأنبياء، ويعني في العبرية: الأب في الأعالي، وفي السريانية أب رحيم، ومعنى إبراهيم في العربية كثير التأمل وإطالة النظر وكان يطيل التأمل في السماء حتى تبين له الحق، وكان أول دعوته لأبيه لترك الأصنام لأنه أحق بالنصيحة. وقد استغفر له إبراهيم عليه السلام كما وعده، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه. أنقذه الله تعالى من النار عندما ألقاه قومه بقوله تعالى: يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء: 69]، ووصفه الله تعالى بأنه "أواه حليم". وقد كان عليه السلام مؤمنًا بالله تعالى، وهو الذي أزال الله به الشرور، وأبطل به الضلال، وآتاه رشده في صغره، وابتعثه رسولا واتخذه خليلًا في كبره. قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ [الأنبياء:51] وإبراهيم عليه السلام ابتلاه الله تعالى بأنواع البلاء فنجح فيها. فقد بذل ولده للقربان وهو البلاء المبين، وسمح ببدنه للنيران، وقدم ماله للضيفان، كل ذلك مبادرة ومسارعة لطاعة الله عز وجل وثقة فيه جلَّ شأنه.
إدريس 2
قال فيه تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا [مريم: 56-57]. وقد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية، وهو "خنوخ"، وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره غير واحد من علماء النسب. وكان أول بني آدم أعطي النبوة بعد "آدم" "وشيث" عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم.
آدم 3
أبو البشر عليه السلام، سمي كذلك، لأنه خلق من أديم الأرض وهو ما ظهر منها، وقيل من الأدمة: أي شدة السمار أو شدة السمار والبياض نسبة إلى لون التراب الذي خلق منه وقد أكرمه الله تعالى بأن خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بأن يسجدوا له، كما قال سبحانه فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر: 29]، وبتعليمه أسماء الأشياء كما قال سبحانه: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا [البقرة: 31] وفي خلقه قال تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران: 59].
إسحاق 4
الابن الثاني لإبراهيم عليه السلام، وفي محكم التنزيل: وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ [الصافات:112-113] وأمه سارة بنت عم الخليل وقد كانت البشارة به من الملائكة لإبراهيم وسارة لما مروا بهما وهما في طريقهما إلى مدائن لوط، ليدمروا عليهم لكفرهم وفجورهم، وقد جاء لأبويه على كبر، وفي محكم التنزيل: فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:71]. (وقيل في اسمه لعله من السحق أي الطول أو انسحاق القلب لانكساره وتذلله).
إسماعيل 5
هو ابن الخليل إبراهيم عليه السلام، وأمه هاجر القبطية المصرية. أمة لسارة عليهما السلام، ولد ولأبيه من العمر ست وثمانون سنة، قبل مولد إسحاق بثلاث عشرة سنة. وقد أوحى الله تعالى لإبراهيم أنه استجاب له في إسماعيل وبارك عليه وكثره ونماه كثيرًا ويولد له اثنا عشر عظيمًا، ويجعله رئيسًا لشعب عظيم. وعندما أمر الله تعالى نبيه إبراهيم أن يبني البيت الحرام أعانه إسماعيل عليه السلام على ذلك فكان يأتي بالحجارة ويناولها إياه وفي محكم التنزيل: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ [البقرة :127]. فلما شب اختبره الله سبحانه فيه فرأى أنه يذبحه "ورؤيا الأنبياء وحي" فامتثلا لأمر الله في ذلك طاعة وثقة فيه سبحانه، فجعل لهما مخرجًا وفداه الله سبحانه بكبش عظيم. قال تعالى: قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى [الصافات: 102]، فقال: قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات: 102]، وأثناء البدء في التنفيذ والعزم في ذلك نودي من الله عز وجل: أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا [الصافات:104-105] أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك. ومبادرتك إلى أمر ربك وهنا فداه الله تعالى بالقربان إذ يقول في ذلك: وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات: 107]، فإسماعيل عليه السلام قدَّم أعظم مثل للسمع والطاعة والسداد للوالد ولرب العباد. (وقيل في اسمه: لعله من السَّمْعلَة أي الطول، ومعناه بالعبرانية: الله يسمع).
إلياس 6
قيل إلياس بن نشبي. اختفى من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين، حتى أهلك الله الملك وولى غيره، فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام، وأسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم، فأمر بهم فقتلوا عن أخرهم. وفي محكم التنزيل: وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [الصافات: 123].
أيوب 7
(الصابر): من ذرية إبراهيم عليه السلام، وهو ابن موص بن زراح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، وفي محكم التنزيل: وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ [الأنعام:84]. وهو من الأنبياء المنصوص على الإيحاء إليهم في سورة النساء في قوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ [النساء: 163]. وقد ابتلاه الله تعالى في جسده وصحته، تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب وتركه أهله وقومه سوى امرأته، فضرب أروع الأمثلة في الصبر والاحتساب حتى كشف الله عنه ذلك البلاء وأثابه فضلا منه وإحسانًا، وفي محكم التنزيل: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لأُولِي الألْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص: 41-44]. ومعنى اسمه ـ تقلب الياء واوًا ـ راجع، وسائر جميع النهار ونازل الليل، أو مُنار في السير.
الخضر 8
قيل إنه نبي، علمه الله، وقيل: رسول، وقيل: ولي، وقيل إنه كان ملكًا. وقيل إنه كان أعلم الناس، وقيل إنه كان من أشرف بني إسرائيل. وفي حديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء" رواه البخاري. وقيل إنما سمي الخضر لحسنة وإشراق وجهه، وقيل سمي بذلك لأنه إذا قام يصلي اخضر ما حوله. وقد وردت قصته مع موسى عليه السلام في سورة الكهف من القرآن الكريم.
اليسع 9
يقال إنه ابن عم إلياس النبي عليهما السلام، وهو ابن أخطوب، وفي محكم التنزيل: وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [ الأنعام:86]. و- وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الأخْيَارِ [ص: 48].
داود 10
هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن مخشون بن عوينادب بن أرم بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته في بيت المقدس. قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه: كان داود عليه السلام قصيرًا، أزرق العينين [قليل الشعر] طاهر القلب نقيه. وقد قتل جالوت، وأعانه الله على عمل الدروع من الحديد، وقد ألان الله تعالى له الحديد حتى كان يفتله بيده لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة. وقد ثبت في الحديث: "أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وأن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده". وفي محكم التنزيل: وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ [ص:20]. وقد آتاه الله ملكًا عظيمًا وآتاه من حسن الصوت ما لم يؤت أحدًا قط. وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى".
أتمنى الموضووع ينال إعجابكم
أمل الكويت